البنية الذهنية انطلاقا من البنية الوجودية
إعداد الطالب: سيد غيور الحسنين
المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين، الصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيّبين الطّاهرين. أمّا بعد، فإنّ "البنية الذهنية انطلاقا من البنية الوجودية" من أروع الموضوعات الفلسفيّة في زمان الحاضر، يمكن من خلاله يحلّل أكثر المشاكل الفلسفية، لاسيّما مشكلة الأصالة والاعتبارية تحل دون أي مشقّة، وهكذا مشكلة الكثرة والوحدة، ومسألة العلّية والمعلولية وكثير من مسائل الفلسفية الأخرى تحل. من هذا المنطلق، اختار الباحث البحث، وجعله موضع الدراسة والتحليل.
يشتمل هذا البحث على ثلاثة فصول، الأوّل يتحدّث عن البنية الوجوديّة والبنية الذهنيّة، والثاني عن العلاقة بينهما، والثالث عن كيفية ترشح المباني. وذكر خلاصة البحث والنّتيجة في الأخير.
ويشكر الباحث الأستاذ المشرف الشيخ فضيل ريال الّذي أشرف عليه وقدّم نصائح مفيدة في مجال الدّراسة.
الفصل الأول: البنية الوجوديّة والبنية الذهنيّة
إنّ البحث عن البنية الوجوديّة والبنية الذهنيّة بحث أساسي في الفلسفة. وأساسه يرجع إلى تشخيص الأصالة والاعتبارية. يأتي هذا البحث ليميّز هل الأصالة للوجود أو للماهية؟ بمعنى يميّز أيّهما متن بالذات وأيّهما يكون بالعرض؟
إذا كان الفلسفي ينطلق في بحثه من خلال البنية الذهنيّة والمعرفيّة ستكون نتيجته هي أصالة الماهية. وأمّا إذا انطلق بحثه من البنية الوجوديّة ستكون نتيجته هي أصالة الوجود ولا غير.
من هنا ينبغي لنا أن نعرف ما المقصود بالبنية الذهنية، وكيف تنشقّ من الواقعيّة؟
أوّلا وبالذات علينا أن نعلم أنّ مبدأ الوجود(الواقعية) بمعنى هو الوجود العام ويسمّى أيضا ب"الوجود الساري". من خلال هذا المبدأ تنشقّ المبدأ المعرفي، ثمّ تتجلّى هذا المبدأ المعرفي إلى ثلاث تجلّيات:
1- الواقعية في دائرة ذاتها.
هذا القسم ينقسم إلى قسمين أيضا، وهي:
1- الواقعية في دائرة ذاتها فقط. مثل: إذا قلنا: الإنسان إنسان، هو بمعنى أن الإنسان في دائرته فقط ولا غير. هذا يسمّى ب"مبدأ الهويّة".
2- الواقعية في دائرتها المتّصفة. هنا الواقعية خارجة عن دائرة ذاتها فتكون مع الصفة. مثل: الإنسان عالم، بمعنى أنّ الإنسان مع هذه الصفة يسمّى ب"مبدأ الجوهرية". هذا القسم له ركنان، وهما:
1- أنّ المحمول ليس له هوية استقلالية، بمعني إذا حذف الموضوع لا يستطيع أن يبقى بنفسه كما إذا حذفنا الإنسان في المثال لا يمكن أن يبقى عالم بنفسه.
2- أنّ المحمول يحتاج إلى ملاك ليرتبط بموضوعه، وملاكه هنا هو الإنسان.
2- الواقعية في دائرة نقيضها.
هذا القسم ينقسم إلى قسمين أيضا، وهي:
1- الجمع في آن واحد. مثل: "إنسان ولا إنسان" هذا يسمّى ب"مبدأ التناقض".
2- الرفع في آن واحد. مثل: "لا إنسان ولا لا إنسان" هذا يسمّى ب"مبدأ الثالث المرفوع".
3- دائرة الوصول إلى نتيجة نهائية التي تسمّى ب"مبدأ السبب الكافي". هنا النتيجة إمّا أن تكون مطابقة للواقع أو غير مطابقة، لأنّ كلّ ما بالعرض يرجع إلى ما بالذات، والذات لا يعلّل.
1- المعايير الذهنية(البنية الذهنية):
يظهر لنا من التقسيم السابق خمسة معايير ذهنية وهي:
1- مبدأ الهوية.
2- مبدأ الجوهرية.
3- مبدأ التناقض.
4- مبدأ الثالث المرفوع.
5- مبدأ السبب الكافي.
إذا انسجم القضية مع البنية الذهنية أو المعايير الخمسة ستكون القضية مطابقة للواقع أو للبنية الوجودية. وإذا خالف القضية ولو معيارا واحدا يستحيل أن تكون القضية مطابقة للواقع. وهناك تدرّج منطقي بين هذه المعايير الخمسة، لذلك ينبغي لنا أن نعرف ما هي العلاقة بين بعضهم بعضا.
2- العلاقة بين مبدأ الهوية ومبدأ التناقض:
يقول الغربيّون: لا فرق بين مبدأ الهوية وبين مبدأ التناقض. يعني أن مبدأ التناقض نفسه هو مبدأ الهوية لكن في دائرة السلب. وبيان ذلك هو أنت إذا رشحت القضية "الإنسان عالم"، ففي نفس الوقت رشحت القضية "الإنسان ليس بعالم". فمبدأ التناقض يرفض الإثنينيّة، وسبب ذلك إنّ الإنسان إذا تعيّن بالعلم فالعلم من شؤوناته. وإذا تعيّن بعدم العلم(رفع شأن علم من الإنسان) بمعنى أنّ الهوية غير متعيّنة في دائرتها(إنسان ولا إنسان)، يعني رفع الإنسان من متن الواقع، وهذا يعني أن مبدأ التناقض هو نفس مبدأ الهوية في بعد سلبي، أي أنّ مبدأ التناقض هو نفس مبدأ الهوية إذا طرد ما لا يناسبه.
تعقيب على ذلك: إذا قلت: "لا إنسان عالم" يستحيل أنّ تقول: "الإنسان ليس بحيّ"، لأنّه لا يمكن أن يتحيّث الإنسان بعلم دون حياة. لذلك يشترط الفلاسفة في عالم المسلمين بأنّ المواصفات يجب أن تكون أعراضا ذاتيّة.
إذا شئنا أن نأسّس نسقا معرفيا ما، وتمضى مبدأ التناقض فيجب أن تكون محمولات متناسبة(يعني أعراض ذاتية للموضوعات) حتى تنسجم مع مبدأ التناقض.
إذن مبدأ التناقض يحمي مبدأ الهوية ويحفظها.
3- العلاقة بين مبدأ التناقض ومبدأ السبب الكافي:
يحيل مبدأ السبب الكافي القضايا إلى مبدأ التناقض، وإذا انسجمت مع مبدأ التناقض تكون حاكية وصادقة، وإذا لم تنسجم تكون كاذبة.
الفصل الثاني: العلاقة بين البنية الوجودية والبنية الذهنية
1- انطلاق المباني المختلفة:
الفلاسفة الذين بنو مبناهم على أساس البنية الفاهمية والذهنية كأمثال ابن سينا لا يعتبرون بالقضية "الوجود أصيل" هذا التركيب عندهم لا معنى لها، لأنّها لا تطرح في نسق الشيخ الرئيس أصلا، لأنّه انطلق من المعايير الذهنية وسلّطه على الواقع، و وصل إلى الهوية في دائرة بعيدا عن الوجود والعدم، ثمّ يسلّطها على الواقعية، ويقول: الواقعية هي الماهية فقط.
وأمّا الفلاسفة الذين بنو مبناهم على أساس البنية الوجودية كأمثال صدر المتألهين، بنى فلسفته على أساس أصالة الوجود، حينما أدرك صدر المتألهين الوجود، فجعل أصالة للوجود.
من هنا يمكن أن نفهم فرقا بين الشيخ الرئيس وصدر المتألهين من حيث انطلق ابن سينا من البنية الذهنية، وصدر المتألهين من البنية الوجودية، لذلك يحتاج إلى المعايير الوجودية لا المعايير الفاهمية.
إذن الماهية هي متن الواقع عند ابن سينا، وأمّا عند صدر المتألهين الماهية تكون في الحاشية، ولا يمكن أن تكون متنا بل إنّما هي اعتبارية، وبالتالي الأصالة تكون للوجود.
والنتيجة: الشيخ الرئيس يقول بأنّ الإنسان هو متن الواقع بمعنى الأصالة للماهية بقوله: "الإنسان موجود"، ولكن سوف يأتي بأنّ الإنسان هو متن الواقع بالعرض لا بالذات في قول ملا صدرا: "وجود الإنسان وجود".
2- البنية الوجودية والبنية الذهنية ومسألة الأصالة:
لا شكّ في أنّ معنى الوجود في دائرة الفهم هو البنية الذهنية، والبنية الذهنية في دائرة الوجود هي البنية الوجودية. من هنا يمكن أن نقول بأنّهما حقيقة واحدة التي لها مرتبتين،وكلّ مرتبة لها آثار الذي يختصّ بها، ومن خلالهما تترشح المباني الفلسفية المختلفة.
الفصل الثالث: كيف تترشح المباني؟
نبحث في هذا الفصل حول لماذا قال ابن سينا بأصالة الماهية ومن أين انطلق وما هو الدليل؟ ثمّ لماذا قال صدر المتألهين بأصالة الوجود؟
إذن هذا الفصل يشتمل على نقطتين، وهما:
1- مبنى ابن سينا
2- مبنى صدر المتألّهين
1- مبنى ابن سينا:
السؤال الأساسي هنا هو لماذا قال ابن سينا بأصالة الماهية ومن أين انطلق؟
الجواب هو أنّه انطلق من خلال البنية الذهنية كمعرفة ليس كبنية، ولهذا وقع ابن سينا في خطأ بحيث جعل البنية الذهنية معرفة.
السؤال الفرعي هو كيف عرفنا أن ابن سينا انطلق من البنية الذهنية؟
الجواب هو أنّ البنية الوجودية إذا أرادت أن تصنع البنية الذهنية تصنعها لغاية ما، وهذه الغاية هي الفهم يعني البنية الوجودية هي التي تصنع البنية الذهنية للفهم. والمعرفة تترشح من خلال البنية الذهنية.
إذن النتيجة هي أن الوجود إذا أراد أن يترشح المعرفة من خلال البنية الذهنية يترشحها من بعده الماهوي والحيثي، لا من بعده الوجودي.
تعقيب على ذلك: عندنا حيثيات وعندنا تعيّنات ماهوية، وهذه التعيّنات بالحقيقة هي تعيّنات صنعية ليست واقعية، بمعنى يريد الفهم أن يفصل الشجرة أو الحجر أو الإنسان، فيصنع لها الماهية، وهذه الماهية ليس لها واقعية في الخارج، وبالحقيقة ليس عندنا الماهية في الخارج، بل عندنا وجودات رابطية، والماهية ليست إلا حيثية التي تتميز الأشياء فقط، وفي الواقع لا يوجد الماهية إلا لتمييز الوجود ونسمّيها "حيثية تقييدية نفادية".
1- لماذا الماهية والحيثيات ليست لها واقعية؟
الماهية والحيثيات ليست واقعيات، بل إنّما وجودات ربطية فقط. وسرّ ذلك أنّها يمكن أن تتمظهر في البنية الذهنية معرفيا، لأنّ المفاهيم الماهوية هي تتجلّى في البنية الذهنية لكونها تتمثل حيثيات وليس المتن، ثم إذا تعيّنت البنية الذهنية لا تتعامل مع المتن، بل إنّما تتعامل مع ظلال المتن، بمعنى تتعامل مع حيثيات المتن(إمّا حيثية تقييدية اندماجية أو حيثية تقييدية نفادية)، لأنّها في دائرة الفهم.
2- ما هو محكي مفهوم الوجود؟
المدرسة المشائية ذهنية، وتتعامل مع الواقع بالذهن. فمفهوم الوجود عندهم في الذهن. وإذا خرجناه إلى الخارج يختفي الوجود في الماهيات، لأنّه عام وبديهي. لذلك مفهوم الوجود يحكي الماهية نفسها، بحيث إذا طبّق مفهوم الوجود على الإنسان يحكي "الحيوان الناطق" ولهذا يقول أصحاب أصالة الماهية: الإنسان واقعية موجود، بمعنى أنّ المتن هي الماهية.
وأمّا على أساس مبنى أصالة الوجود، مفهوم الوجود يحكي حيثية طاردية العدم، لأنّ الفلاسفة بالإجماع يقولون بأن الوجود المتني لا يأتي إلى الذهن أصلا.
خلاصة الكلام: هي أنّه انطلق من خلال البنية الذهنية كمعرفة ليس كبنية، ولهذا وقع ابن سينا في خطأ بحيث جعل البنية الذهنية معرفة. وأنّ الوجود إذا أراد أن يترشح المعرفة من خلال البنية الذهنية يترشحها من بعده الماهوي والحيثي، لا من بعده الوجودي، لأنّ الوجود مختفي في الماهيات.
2- مبنى صدر المتألّهين:
يرى صدر المتألهين كلّ ما قال به الشيخ الرئيس ابن سينا وفقا للبنية الذهنية صحيحا، ولكنه يعترض عليه من جهة البنية الوجودية بأنّه إذا جئنا إلى البنية الوجودية، من قال بأنّ الماهية هناك بالذات؟ قد تكون في المتن بالعرض. نحن لا ننفي بأنّ الماهية تجدها في البنية الوجودية، لأنّ وظيفة الذهن الحكاية فلا معنى للماهية في البنية الذهنية، وكذلك البنية الذهنية مندكّ في البنية الوجودية، وبالتالي تجد الماهية هناك بالقطع واليقين، لكن ماهية الإنسان ليست بأصيلة، بل إنّما وجود الإنسان هو الأصيل.
إذا قلنا: "الإنسان موجود" هنا ابن سينا يقول إنّ هذا التركيب قضية معرفية، ولكن عند صدر المتألهين هذا التركيب ليس بقضية، لأنّ ملاك حمل الوجود على الإنسان ليس بإنسان، بل إنّما هو الوجود المتني، ومبدأ السبب الكافي يقبل ذلك. لذلك التركيب الصحيح هو: "وجود الإنسان وجود".
1- خصائص مفهوم الوجود:
هي ثلاثة:
1- البداهة الفهمية: يعني الوجود المتني له معقولية ذاتية.
2- العموم.
3- التشكيك الوجودي.
2- ضوابط صدر المتألهين في أصالة الوجود:
أهم منها:
1- حيثية الاشتراك والافتراق واحدة في النوذج الوجودي، والمفهومان(الموضوع والمحمول) في حمل الحقيقة على الرقيقة(الإنسان الله) تعيّن خارجي ولا ذهني.
2- أكثر عبارات صدر المتألهين مستعارة. مثلا: "الوجود أصيل" معناه متحقّق بالذات، والوجود لا يأتي إلى الذهن.
هذا هو طرح أصالة الوجود عند صدر المتألهين، وعلى أساس هذا التحليل، ذهب إلى قول بأصالة الوجود واعتبارية الماهية.
3- تعقيب
عندما تعيّن الإنسان في الذهن، يضعنا في الخارج في بعد تعقّلي. والبعد التعقّلي لا معنى للتحقّق وعدم التحقّق فيه. إذن لا نحتاج إلى الوجود المحمولي، لأنّ البعد التعقلي متّكي على المتن وهو الوجود. فالإنسان متحقّق من دون احتياج إلى الوجود المحمولي.
بعبارة أخرى: نحن إذا أخذنا هذه التركيبات:
1- الإنسان موجود.
2- الشجر موجود.
3- البقر موجود.
4- الحجر موجود.
هذه التركيبات تدلّ على تعيّن البنية الذهنية للإنسان، والشجر، والبقر، والحجر، بمعنى نحن فهمنا إنسانا، شجرا، بقرا، وحجرا. ثمّ هذا الفهم هو الذي يرسلنا إلى المتن(الوجود) بمعنى البنية الوجودية. هذه البنية الوجودية لا تأتي إلى الذهن وهي أصيلة.
إذن نحن أيضا نعتقد بأصالة الوجود إلا أنّنا نختلف مع صدر المتألهين فيما أنّه بنى على أنّ الوجود المحمولي يحكي طاردية العدم. وفي الحقيقة، الحكاية لمفهوم الوجود لا معنى لها، بل إنّما مفهوم الوجود لا معنى له، لأنّ مفهوم الوجود ليس إلا مبدأ تعيّن البنية الذهنية، والبنية الذهنية هي ظلّ البنية الوجودية. فالبنية الذهنية والبنية الوجودية هما حقيقة واحدة في مرتبتين.
خلاصة البحث
1- إنّ البحث عن البنية الوجوديّة والبنية الذهنيّة بحث أساسي في الفلسفة. وأساسه يرجع إلى تشخيص الأصالة والاعتبارية.
2- عندنا أربع أفق في الفلسفة، وهي:
1- البنية الوجودية.
2- التعيّن المثالي.
3- التعيّن المعرفي.
4- البنية الذهنية.
3- البنية الذهنية في مقابل البنية الوجودية عند ابن سينا، وصدر المتألهين، وأمّا عندنا هما حقيقة واحدة في مرتبتين.
4- التعيّن المثالي والتعيّن المعرفي واسطة وبرزخ بين البنية الوجودية والبنية الذهنية. التعيّن المعرفي بالنسبة إلى البنية الوجودية هو التعيّن المثالي، والتعيّن المثالي بالنسبة إلى البنية الذهنية هو التعيّن المعرفي، ويسمّى أيضا بالقيمة المعرفية.
5- التعيّن المثالي لا علاقة له بالتحقق، ولا بالتعقّل. وهذا المبدأ المثالي تعيّن إلهي ولا يخطأ.
6- البحث عن الأفق الأربعة غير موجود في الكتب الفلسفية بالتفصيل، لذلك نجد أخطا كثيرا في فهم عبارات العلماء في الفلاسفة.
7- البنية الذهنية تشتمل على خمسة معايير، وهي:
1- مبدأ الهوية.
2- مبدأ الجوهرية.
3- مبدأ التناقض.
4- مبدأ الثالث المرفوع.
5- مبدأ السبب الكافي.
8- ابن سينا انطلق من خلال البنية الذهنية كمعرفة ليس كبنية، ولهذا وقع ابن سينا في خطأ بحيث جعل البنية الذهنية معرفة. وأنّ الوجود إذا أراد أن يترشح المعرفة من خلال البنية الذهنية يترشحها من بعده الماهوي والحيثي، لا من بعده الوجودي، لأنّ الوجود مختفي في الماهيات.
9- إذا قلنا: "الإنسان موجود" هنا ابن سينا يقول إنّ هذا التركيب قضية معرفية، ولكن عند صدر المتألهين هذا التركيب ليس بقضية، لأنّ ملاك حمل الوجود على الإنسان ليس بإنسان، بل إنّما هو الوجود المتني، ومبدأ السبب الكافي يقبل ذلك. لذلك التركيب الصحيح هو: "وجود الإنسان وجود".
10- عندما تعيّن الإنسان في الذهن، يضعنا في الخارج في بعد تعقّلي. والبعد التعقّلي لا معنى للتحقّق وعدم التحقّق فيه. إذن لا نحتاج إلى الوجود المحمولي، لأنّ البعد التعقّلي متّكي على المتن وهو الوجود. فالإنسان متحقق من دون احتياج إلى الوجود المحمولي.
المصادر والمراجع
1- دروس الأستاذ الشيخ فضيل ريال، سنة93-94.
فهرس الموضوعات
1- مقدمة........................................................................1
2- الفصل الأول: البنية الوجودية والبنية الذهنية.....................................2
- المعايير الذهنية...............................................................3
- العلاقة بين مبدأ الهوية ومبدأ التناقض..........................................4
- العلاقة بين مبدأ التناقض ومبدأ سبب الكافي...................................4
3- الفصل الثاني: العلاقة بين البنية الوجودية والبنية الذهنية..........................5
- انطلاق المباني المختلفة.......................................................5
- البنية الوجودية والبنية الذهنية ومسألة الأصالة.................................5
4- الفصل الثالث: كيف تترشح المباني؟...........................................6
1- مبنى ابن سينا...............................................................6
- لماذا الماهية والحيثيات ليست لها واقعية؟.......................................7
- ما هو محكي مفهوم الوجود؟................................................7
2- مبنى صدر المتألهين...........................................................7
- خصائص مفهوم الوجود.....................................................8
- ضوابط صدر المتألهين في أصالة الوجود........................................8
- تعقيب.....................................................................9
5- خلاصة البحث..............................................................10
6- المصادر والمراجع.............................................................12